الموجز في:
مناهج البحث العلمي
إعداد: عمر عبدالله التوتنجي
جامعة القدس المفتوحة ( القدس )
المحتويات
1. العلم والمعرفة والبحث العلمي 3
2. مناهج البحث العلمي 8
3. مشكلة البحث وفرضياته 11
4. أدوات البحث 14
5. مجتمع البحث والعينة 19
6. البحث الوصفي 22
7. أدبيات البحث 24
8. تصميم البحث 28
9. تقرير البحث 32
العلم والمعرفة والبحث العلمي
يقصد بالمعرفة، الإحاطة بالشئ، أي العلم به، وهي تشمل الرصيد الواسع والهائل من المعلومات والمدركات الحسية والعقلية التي استطاع الإنسان – باعتباره كائناً ومخلوقاًَ يفكر – أن يجمعه عبر مراحل التاريخ الإنساني الطويل.
وقد تبدأ المعرفة الإنسانية بنوع من الوهم، الذي قد يتطور إلى مرتبة أعلى وهي الشك، الذي يتطور ليصبح ظناً، ومن ثم يتطور هذا الظن ليصبح معرفة علمية. ولذلك يعرف العلم بأنه مجموعة المبادئ والقواعد التي تشرح بعض الظواهر والعلاقات القائمة بينها، وهو نسق المعارف العلمية المتراكمة. . اما البحث العلمي، فهو محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها وتنقيتها وفحصها بشكل دقيق ونقض عميق، ثم عرضها عرضاً متكاملاً بذكاء وإدراك لتسير في ركب الحضارة وتسهم فيه إسهاما مناسباً. وهو تحرك منطقي من المعلوم إلى المجهول، يهدف إلى اكتشاف حقائق جديدة أو فهم أفضل للمجهول، أو لتوظيف المعارف السابقة والطرق المألوفة للتعرف على هذا المجهول، وهو أيضاً، دراسة دقيقة مضبوطة تهدف إلى توضيح مشكلة وحلها. أو هو نشاط علمي يتقدم به الباحث لحل أو محاولة حل مشكلة قائمة ذات حقيقة معنوية أو مادية أو حدسية.
وعليه يمكن إجمال العلاقة بين العلم والمعرفة والبحث العلمي، في أن العلم هو معرفة تنتج من البحث العلمي.
ومع أن البحث العلمي طريقة للحصول على المعرفة، إلا أن طرق تحصيل المعرفة متعددة وهي:
1- الطرق البدائية، كالكهانة والعرافة.
2- الصدفة، والتي قد تأتي من المشاهدة أو الإحساس، كمعرفة أن الصوف يحمي الإنسان من البرد.
3- المحاولة والخطأ، والتي قد ينتج عنها معرفة من خلال وضع تخمينات، وتعديلها مرةً تلو أخرى، كمعرفة نوع الأعشاب التي قد تشفي من مرض معين.
4- الخبرة الشخصية، وتفيد الشخص في الحصول على معارف جديدة، عند التصدي لمشكلة تشابه إلى حد بعيد مشكلة سابقة واجهته.
5- المنطق، وهو أسلوب البحث العلمي، والذي يعد من أهم طرق تحصيل المعرفة، وهو يشمل طرق القياس والاستقراء والاستدلال والبرهان العلمي بكافة صوره، والتي تستخدم في الحصول على معارف جديدة من المخزون المعرفي لدى الأشخاص.
ويهدف العلم ( البحث العلمي ) بصفة أساسية إلى ما يلي:
1- وصف الظواهر وتفسيرها، كما حصل مع نيوتن في تفسير السقوط الحر بفعل الجاذبية.
2- التنبؤ بما سيحدث مستقبلاً، فقد تستفيد الجامعة من دراسة تبين الارتباط بين معدل الدارس في التوجيهي والمدة الزمنية التي يحتاجها للتخرج، في التنبؤ بعدد الخريجين بعد أربع سنوات أو أكثر.
3- ضبط الظواهر وتقويمها والعوامل المؤثرة فيها ونواتجها، كمحاولة الحد من التأثير السيئ للتدخين السلبي.
4- تنمية النشاط العقلي، لاعتماده الأساليب التفكيرية المنظمة.
5- اكتشاف التطبيقات العملية للمعرفة النظرية، مثل اكتشاف المولدات الكهربائية واستخدامها في الصناعة، واكتشاف طريقة الري بالتنقيط في الزراعة.
وللبحث العلمي دور كبير في بناء المعرفة الإنسانية، وفيما يلي بعض منها:
1- المعرفة الإنسانية هي معرفة تراكمية، يقوم البحث العلمي بتنميتها كماً ونوعاً، كما يساهم في تمحيصها وجعلها أكثر دقة، ويقوم بمقارنة بعضها بالبعض الآخر.
2- يؤدي البحث العلمي إلى التوصل إلى تطبيقات جديدة، قد تؤدي إلى ظهور مشكلات تحتاج الى حل، مما يؤدي بالتالي الى معرفة جديدة.
3- يقوم البحث العلمي بجمع شتات المعرفة الإنسانية، وقد يؤدي ذلك إلى التوصل إلى نماذج عامة تجعل أجزاء من هذا الشتات، حالات خاصة من هذه النماذج العامة، وهذا بدوره يؤدي إلى اكتشاف المزيد من التطبيقات لهذه الأطر العامة.
4- إن اعتماد البحث العلمي على المنطق ووسائل البرهان العلمي، تؤدي إلى توسع مدارك الإنسان، وتنمي عنده عادة التساؤل والقدرة على التغير، وهذا بدوره يدفعه للمزيد من البحث والتوصل إلى معارف جديدة وتحقيق معارف سابقة.
انواع البحوث العلمية:
هناك أكثر من أساس يمكن أن نبني عليه تقسيم البحوث، فقد تقسم على أساس الظواهر التي تدرسها إلى بحوث طبيعية، وبحوث بيولوجية، وبحوث اجتماعية.والواقع انه ليس هناك فصل تام بين هذه الأقسام، فقد يكون هناك بحوث طبيعية بيولوجية اجتماعية.
والبعض يختصر هذه التقسيمات إلى نوعين هما البحوث الطبيعية، والبحوث السلوكية، ويدخل تحت هذا النوع الأخير البحوث التربوية والنفسية.
وسوف نذكر فيما يلي أكثر التقسيمات شيوعا واستخداما وعلى الأخص في الحالات التربوية والنفسية.
1- تقسيم البحوث حسب طبيعتها والدوافع إلى البحث، إلى نوعين رئيسيين هما:
(أ)-بحوث أساسية أو بحتة: Pure or Basic research
(ب)-بحوث تطبيقية:Applied RESEARCH
والبحوث الأساسية والبحتة وهي تسمى أحيانا بالبحوث النظرية لتشير إلى النشاط العلمي الذي يكون غرضه المباشر والقريب الوصول إلى حقائق وقوانين علمية ونظريات محققة. وهو بذلك يسهم في نمو المعرفة العلمية وفي تحقيق فهم اشمل وأعمق لها بصرف النظر عن الاهتمام بالتطبيقات العلمية لهذه المعرفة.
وأما البحوث التطبيقية فتشير إلى النشاط العلمي الذي يكون الغرض الأساسي والمباشر منه تطبق المعرفة العلمية المتوفرة، أو التوصل إلى معرفة لها قيمتها وفائدتها العلمية في حل بعض المشكلات الآنية الملحة. وهذا النوع من البحوث له قيمته في حل المشكلات الميدانية وتطوير أساليب العمل وإنتاجياته في المجالات التطبيقية كالتربية والتعليم، والصحة، والزراعة، والصناعة...الخ.
2- وتقسم البحوث حسب مناهج البحث والأساليب المستخدمة فيها إلى أنواع ثلاث رئيسية هي:
(أ) بحوث وصفية Descriptive research
(ب)بحوث تاريخية Historical research
)ج) بحوث تجريبية Experimental research
وتهدف البحوث الوصفية إلى وصف ظواهر أو أحداث معينة وجمع الحقائق والمعلومات عنها ووصف الظروف الخاصة بها وتقرير حالتها كما توجد عليه في الواقع. وفي كثير من الحالات لا تقف البحوث الوصفيه عند حد الوصف أو التشخيص ألوصفي، وتهتم أيضا بتقرير ما ينبغي أن تكون عليه الظواهر أو الأحداث التي يتناولها البحث.وذلك في ضوء قيم أو معايير معينة ،واقتراح الخطوات أو الأساليب التي يمكن أن تتبع للوصول بها إلى الصورة التي ينبغي أن تكون عليه في ضوء هذه المعايير أو القيم.
ويستخدم لجمع البيانات والمعلومات في أنواع البحوث الوصفية أساليب ووسائل متعددة مثل الملاحظة، والمقابلة، والاختبارات، والاستفتاءات.
والبحوث التاريخية لها أيضا طبيعتها الوصفية فهي تصف وتسجل الأحداث والوقائع التي جرت وتمت في الماضي، ولكنها لا تقف عند مجرد الوصف والتأريخ لمعرفة الماضي فحسب، وإنما تتضمن تحليلا وتفسيرا للماضي بغية اكتشاف تعميمات تساعدنا على فهم الحاضر بل والتنبؤ بأشياء وأحداث في المستقبل. ويركز البحث التاريخي عادة على التغير والتطور في الأفكار والاتجاهات والممارسات لدى الأفراد أو الجماعات أو المؤسسات الاجتماعية المختلفة.
ويستخدم الباحث التاريخي نوعين من المصادر للحصول على المادة، وهي المصادر الأولية والمصادر الثانوية ، وهو يبذل أقصى جهده للحصول على هذه المادة من مصادرها الأولية كلما أمكن ذلك.
وأما البحوث التجريبية فهي التي تبحث المشكلات والظواهر على أساس من المنهج التجريبي أو منهج البحث العلمي القائم على الملاحظة وفرض الفروض والتجربة الدقيقة المضبوطة للتحقيق من صحة هذه الفروض. ولعل أهم ما تتميز به البحوث التجريبية على غيرها من أنواع البحوث الوصفية والتاريخية هو كفاية الضبط للمتغيرات والتحكم فيها عن قصد من جانب الباحث.
وتعتبر التجربة العلمية مصدرا رئيسيا للوصول إلى النتائج أو الحلول بالنسبة للمشكلات التي يدرسها البحث التجريبي، ولكن في نفس الوقت تستخدم المصادر الأخرى في الحصول على البيانات والمعلومات التي يحتاج إليها البحث بعد أن يخضعها الباحث للفحص الدقيق والتحقق من صحتها وموضوعيتها.
طرق البحث:
للبحث العلمي عدة طرق، منها:
1 – طريقة البحث التجريبية: وتهتم بالتجريب الذي هو تغيير متعمد ومضبوط لظروف الحادث المقصود بالبحث، وملاحظة التغيرات الناتجة من الحادث نفسه، وتفسير تلك الملاحظة. كما في تجربة تفريغ برميل من الهواء واثر الضغط الجوي عليه.
2 – الطريقة الانثروبولوجية: وتقوم على جمع البيانات بشكل مستمر من أفراد الدراسة، ولا تبدأ بفرضيات محددة قبل جمع البيانات. ومن الأمثلة على ذلك البحوث التي تهدف إلى التعرف على سلوك المعاقين إثناء برنامج تدريبي.
3 – طريقة البحث المقارن: وتهتم هذه الطريقة بكيفية حدوث الظاهرة وسبب حدوثها، ومقارنة أوجه التشابه والاختلاف بين الظواهر، والتوصل للصفات المميزة لكل ظاهرة.
4 – طريقة البحث التاريخية: وتعتمد على دراسة أحداث ماضية، بحثاً عن الحقيقة، بهدف التوصل إلى الدروس والعبر من تلك الحوادث.
أساليب البحث:
هناك عدة أساليب للبحث العلمي، فيما يلي أبرزها:
1 – الأسلوب ألمسحي: غالبا ما يطبق هذا الأسلوب على نطاق واسع، بهدف وصف الوضع القائم، أو بهدف مقارنة هذا الوضع بمعايير معينة، أو بهدف التخطيط لوضع وسائل لتحسين هذا الوضع.
فلتحسين الوضع التربوي في بلد معين، نلجأ إلى هذا الأسلوب وذلك بجمع معلومات عن هذا الوضع التربوي من المختصين والمدرسين والطلبة وأولياء أمورهم.
2- القياس: تعتمد البحوث الميدانية والتجريبية على المشاهدات التي يتم جمعها بخصوص موضوع البحث، وعند جمع هذه المعلومات يتم قياس أمور محددة مثل الصفات الشخصية أو الميول او القدرات أو التحصيل العلمي، وغير ذلك.
3 – تحليل المضمون: يهدف هذا الأسلوب إلى التوصل إلى إجابات عن أسئلة محددة من خلال تحليل مضمون النصوص المتوفرة، ويستخدم هذا الأسلوب بشكل واسع في البحوث التاريخية.
4 – دراسة الحالة: يستخدم هذا الأسلوب عندما يكون الهدف جمع اكبر عدد ممكن من المعلومات عن حالة معينة من كافة جوانبها، والعوامل المؤثرة فيها. ومن سلبياته، صعوبة التعميم منها إلى حالات أخرى.
5 – أسلوب التقرير الذاتي: ويستخدم عندما يراد عدم تدخل جامع للمعلومات في التجربة، إذ يقدم الفرد الداخل في الدراسة، تقريراً مفصلاً عن نفسه للباحث كي يقوم الأخير بدراسته.
مناهج البحث العلمي